فصل: الفوائد:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.الفوائد:

لمحة عن صحف إبراهيم وموسى:
جاء في الخازن ما يلي: عن أبي ذر قال: «دخلت المسجد فقال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم إن للمسجد تحية فقلت وما تحيته يا رسول اللّه قال: ركعتان تركعهما قلت: يا رسول اللّه هل أنزل اللّه عليك شيئا مما كان في صحف إبراهيم وموسى؟ قال يا أبا ذر اقرأ: {قد أفلح من تزكى وذكر اسم ربه فصلى بل تؤثرون الحياة الدنيا والآخرة خير وأبقى إن هذا لفي الصحف الأولى صحف إبراهيم وموسى}، قلت يا رسول اللّه فما كانت صحف موسى؟ قال كانت عبرا كلها: عجبت لمن أيقن بالموت كيف يفرح؟ عجبت لمن أيقن بالنار كيف يضحك، عجبت لمن رأى الدنيا وتقلبها بأهلها كيف يطمئن إليها؟ عجبت لمن أيقن بالقدر ثم يغضب، عجبت لمن أيقن بالحساب ثم لا يعمل».
وجاء في القرطبي ما يلي: وروى الآجري عن أبي ذر قال: «قلت يا رسول اللّه فما كانت صحف إبراهيم قال: كانت أمثالا كلها: أيها الملك المسلط المبتلى المغرور إني لم أبعثك لتجمع الدنيا بعضها على بعض ولكني بعثتك لتردّ عنّي دعوة المظلوم فإني لا أردّها ولو كانت من فم كافر، وكان فيها أمثال: وعلى العاقل أن يكون له ساعة يناجي فيها ربه وساعة يفكّر فيها في صنع اللّه عزّ وجلّ وساعة يخلو فيها لحاجته من المطعم والمشرب وعلى العاقل أن لا يكون طامعا إلا في ثلاث: تزود لمعاد ومرحة لمعاش ولذة في غير محرم وعلى العاقل أن يكون بصيرا بزمانه مقبلا على شأنه حافظا للسانه ومن عدّ كلامه من عمله قلّ كلامه إلا فيما يعنيه». اهـ.

.قال أبو البقاء العكبري:

سورة الأعلى جل وعلا:
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
قوله تعالى: {سبح اسم ربك} قيل لفظة اسم زائدة، وقيل في الكلام حذف مضاف: أي سبح مسمى ربك ذكرهما أبو علي في كتاب الشعر، وقيل هو على ظاهره: أي نزه اسمه عن الابتذال والكذب إذا أقسمت به.
قوله تعالى: {أحوى} قيل هو نعت لغثاء، وقيل هو حال من المرعى: أي أخرج المرعى أخضر ثم صيره غثاء، فقدم بعض الصلة.
قوله تعالى: {فلا تنسى} لا نافية أي فما تنسى، وقيل هي للنهى ولم تجزم لتوافق رءوس الآى، وقيل الألف ناشئة عن إشباع الفتحة، و{يؤثرون} بالياء على الغيبة، وبالتاء على الخطاب: أي قل لهم ذلك. اهـ.

.قال حميدان دعاس:

سورة الأعلى:
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

.[الأعلى: آية 1]

{سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأعلى (1)}
{سَبِّحِ} أمر فاعله مستتر {اسْمَ رَبِّكَ} اسم مفعول به مضاف إلى {ربك} {الأعلى} صفة {ربك} والجملة ابتدائية لا محل لها.

.[الأعلى: آية 2]

{الَّذي خلق فسوى (2)}.
{الَّذي} صفة ثآنية لـ: {ربك} {خَلَقَ} ماض فاعله مستتر والجملة صلة {فسوى} معطوف على {خلق}.

.[الأعلى: آية 3]

{وَالَّذي قدر فهدى (3)}.
الجملة معطوفة على ما قبلها.

.[الأعلى: آية 4]

{وَالَّذي أَخْرَجَ المرعى (4)}.
الجملة معطوفة على ما قبلها أيضًا.

.[الأعلى: آية 5]

{فَجَعَلَهُ غُثاءً أحوى (5)}.
{فَجَعَلَهُ} ماض ومفعوله الأول والفاعل مستتر {غُثاءً} مفعول به ثان {أحوى} حال من {المرعى} والجملة معطوفة على ما قبلها.

.[الأعلى: آية 6]

{سنقرئك فَلا تنسى (6)}.
{سنقرئك} السين للاستقبال ومضارع ومفعوله والفاعل مستتر والجملة مستأنفة {فَلا تنسى} الفاء حرف تعليل ولا نافية ومضارع فاعله مستتر.

.[الأعلى: آية 7]

{إِلاَّ ما شاءَ اللَّهُ إِنَّهُ يَعْلَمُ الْجَهْرَ وَما يخفى (7)}.
(ألا) حرف استثناء (ما) اسم موصول في محل نصب على الاستثناء {شاءَ اللَّهُ} ماض ولفظ الجلالة فاعله والجملة صلة {إنه} إن واسمها {يَعْلَمُ} مضارع فاعله مستتر {الْجَهْرَ} مفعول به والجملة الفعلية خبر إن والجملة الاسمية تعليلية لا محل لها. {وَما} اسم موصول معطوف على {الجهر} {يخفى} مضارع فاعله مستتر والجملة صلة.

.[الأعلى: آية 8]

{وَنُيسركَ لليسرى (8)}.
{وَنُيسركَ} مضارع ومفعوله والفاعل مستتر {لليسرى} متعلقان بالفعل، والجملة معطوفة على ما قبلها.

.[الأعلى: آية 9]

{فذكر إِنْ نَفَعَتِ الذكرى (9)}.
{فذكر} الفاء الفصيحة وأمر فاعله مستتر والجملة جواب شرط مقدر لا محل لها {إن} حرف شرط جازم {نَفَعَتِ} ماض في محل جزم فعل الشرط {الذكرى} فاعل والجملة ابتدائية لا محل لها.

.[الأعلى: آية 10]

{سَيذكر مَنْ يخشى (10)}.
{سَيذكر} السين للاستقبال ومضارع مرفوع (من) اسم موصول فاعله والجملة مستأنفة {يخشى} مضارع فاعله مستتر والجملة صلة.

.[الأعلى: آية 11]

{وَيَتَجَنَّبُهَا الأشقى (11)}.
{يَتَجَنَّبُهَا} مضارع ومفعوله {الْأَشْقَى} فاعل والجملة معطوفة على ما قبلها.

.[الأعلى: آية 12]

{الَّذي يَصْلَى النَّارَ الكبرى (12)}.
{الَّذي} اسم موصول صفة {الأشقى} {يَصْلَى} مضارع فاعله مستتر {النَّارَ} مفعول به {الكبرى} صفة {النار} والجملة صلة.

.[الأعلى: آية 13]

{ثُمَّ لا يَمُوتُ فِيها ولا يحيى (13)}.
(ثم) حرف عطف (لا) نافية {يَمُوتُ} مضارع فاعله مستتر والجملة معطوفة على ما قبلها {فِيها} متعلقان بالفعل {وَلا} الواو حرف عطف و{لا} نافية {يَحْيى} معطوف على {يموت}.

.[الأعلى: آية 14]

{قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تزكى (14)}.
(قد) حرف تحقيق {أَفْلَحَ} ماض (من) فاعله والجملة مستأنفة {تزكى} ماض فاعله مستتر والجملة صلة.

.[الأعلى: آية 15]

{وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فصلى (15)}.
{وَذَكَرَ} ماض فاعله مستتر {اسْمَ رَبِّهِ} مفعول به مضاف إلى ربه والجملة معطوفة على ما قبلها {فصلى} الفاء حرف عطف وصلى معطوف على {ذكر}.

.[الأعلى: آية 16]

{بَلْ تؤثرون الْحَياةَ الدنيا (16)}.
{بَلْ} حرف عطف {تؤثرون} مضارع مرفوع والواو فاعله {الْحَياةَ} مفعول به {الدنيا} صفة.

.[الأعلى: آية 17]

{وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وأبقى (17)}.
{وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ} الواو حالية ومبتدأ وخبره والجملة حال {وأبقى} معطوف على {خير}.

.[الأعلى: آية 18]

{إِنَّ هذا لَفِي الصحف الأولى (18)}.
{إِنَّ هذا} إن واسمها {لَفِي الصحف} اللام المزحلقة وفي الصحف خبر إن {الأولى} صفة والجملة مستأنفة لا محل لها.

.[الأعلى: آية 19]

{صُحُفِ إبراهيم وموسى (19)}.
{صُحُفِ} بدل من {الصحف} {إبراهيم} مضاف إليه {وموسى} معطوف على {إبراهيم}. اهـ.

.فصل في تخريج الأحاديث الواردة في السورة الكريمة:

قال الزيلعي:
سورة الأعلى ذكر فِيهَا أَرْبَعَة أَحَادِيث:
1482- الحديث الأول:
عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلمَ: «أَنه لما نزلت {فسبح باسم رَبك الْعَظِيم} قال اجْعَلُوهَا فِي ركوعكم وَلما نزلت {سبح اسْم رَبك الأعلى} قال اجْعَلُوهَا فِي سُجُودكُمْ».
قلت رَوَاهُ أَبُو دَاوُد وَابْن مَاجَه فِي سُنَنهمَا فِي الصَّلَاة من حديث ثَابت بن عَامر عَن عقبَة بن عَامر قال: «لما نزلت {فسبح باسم رَبك الْعَظِيم} قال رَسُول الله صلى الله عليه وسلمَ اجْعَلُوهَا فِي ركوعكم فَلما نزلت {سبح اسْم رَبك الأعلى} قال اجْعَلُوهَا فِي سُجُودكُمْ». انتهى.
وَرَوَاهُ ابْن حبَان فِي صَحِيحه وَالْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك وَقال صَحِيح الْإِسْنَاد وَلم يخرجَاهُ انتهى.
وَرَوَاهُ احْمَد وَأَبُو دَاوُد الطَّيَالِسِيّ وَزَاد فِي رِوَايَة لأبي دَاوُد «وَكَانَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلمَ إِذا ركع قال سُبْحَانَ رَبِّي الْعَظِيم وَبِحَمْدِهِ ثَلَاثًا وَإِذا سجد قال سُبْحَانَ رَبِّي الأعلى وَبِحَمْدِهِ ثَلَاثًا ثمَّ قال أَخَاف أَلا تكون هَذِه الزِّيَادَة محفوظة».
1483- الحديث الثَّانِي:
رُوِيَ «أَن النَّبِي صلى الله عليه وسلمَ اسقط آيَة فِي قراءته فِي الصَّلَاة فَحسب أبي بن كَعْب أَنَّهَا نسخت فَسَأَلَهُ فَقال نسيتهَا».
قلت رَوَاهُ النَّسَائِيّ فِي سنَنه الكبرى فِي كتاب المناقب ثَنَا سُفْيَان عَن سَلمَة بن كهيل عَن ذَر عَن سعيد بن عبد الرَّحْمَن بن أَبْزَى عَن أَبِيه «قال صَلَّى رَسُول الله صلى الله عليه وسلمَ الْفجْر فَترك آيَة فَقال أَفِي الْقَوْم أبي بن كَعْب فَقال أبي يَا رَسُول الله أَنْسَخْت آيَة كَذَا وَكَذَا أم نسيتهَا قال لَا بل نسيتهَا» انتهى.
وَرَوَاهُ ابْن أبي شيبَة فِي مُصَنفه وَفِي مُسْنده وَالطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه وَقالا فِيهِ «فَضَحِك ثمَّ قال بل نسيتهَا»انتهى.
وَكَذَلِكَ البُخَارِيّ فِي كتابه الْمُفْرد فِي الْأَدَب فِي الْقراءة خلف الإمام بِسَنَدِهِ وَمتْن الطَّبَرَانِيّ.
وَإِسْنَاده على شَرط الشَّيْخَيْنِ وَعبد الرَّحْمَن بن أَبْزَى مُخْتَلف فِي صحبته قال البُخَارِيّ لَهُ صُحْبَة وَقال أَبُو حَاتِم أدْرك النَّبِي صلى الله عليه وسلمَ وَصَلى خَلفه وَقال ابْن أبي دَاوُد تَابِعِيّ وَكَذَا ذكره ابْن حبَان فِي ثِقَات التَّابِعين.
قلت الصَّوَاب الأول فَفِي صَحِيح البُخَارِيّ فِي بَاب السّلم عَن مُحَمَّد ابْن أبي مجَالد قال أَرْسلنِي أَبُو بردة وَعبد الله بن شَدَّاد إِلَى عبد الرَّحْمَن بن أَبْزَى وَعبد الله بن أبي أَوْفَى فَسَأَلتهمَا عَن السّلف فَقالا «كُنَّا نصيب الْمَغَانِم مَعَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلمَ فَتَأْتِينَا أَنْبَاط من أَنْبَاط الشَّام فَنُسلفهُمْ فِي الْحِنْطَة وَالشعِير وَالزَّبِيب إِلَى أجل مُسَمَّى وَفِي لفظ لَهُ قال أَرْسلنِي أَبُو بردة وَعبد الله بن شَدَّاد إِلَى عبد الله ابْن أبي أَوْفَى سَأَلته عَن السّلف فَقال كُنَّا نُسلف على عهد رَسُول الله صلى الله عليه وسلمَ وَأبي بكر وَعمر فِي الْحِنْطَة وَالشعِير وَالزَّبِيب قال وَسَأَلت ابْن أَبْزَى فَقال مثل ذَلِك» انتهى فَفِي هَذَا تَصْرِيح بِصُحْبَة عبد الرَّحْمَن بن أَبْزَى.
وَفِي سنَن أبي دَاوُد أَنه صَلَّى مَعَ النَّبِي صلى الله عليه وسلمَ وَذكره فِي الصَّلَاة فِي بَاب تَمام التَّكْبِير ثَنَا مُحَمَّد بن بشار ثَنَا أَبُو دَاوُد ثَنَا شُعْبَة بِسَنَد النَّسَائِيّ وَمَتنه.
قال الْمُنْذِرِيّ فِي مُخْتَصره وَرَوَاهُ البُخَارِيّ فِي تَارِيخه الكبير قال وَحَكَى عَن أبي دَاوُد الطَّيَالِسِيّ انه قال هَذَا عندنَا بَاطِل قال الْمُنْذِرِيّ وَالْأَحَادِيث الثَّابِتَة على خلاف هَذَا الحديث وَمَعْنَاهُ أَي كَانَ لَا يَأْتِي بِالتَّكْبِيرِ فِي الِانْتِقالات كلهَا. إِنَّمَا يَأْتِي بِهِ فِي بَعْضهَا انتهى كَلَامه.
وَرَوَاهُ ابْن سعد فِي الطبقات وَلَفظه فِيهِ فَكَانَ إِذا سجد لَا يكبر قال وَهُوَ قول مُحَمَّد بن سِيرِين وَالقَاسِم وَغَيرهمَا وَقال ابْن سعد وَكَانَ عبد الرَّحْمَن بن أَبْزَى من أَصْحَاب النَّبِي صلى الله عليه وسلم. انتهى.
ثمَّ ذكره ابْن سعد فِي بَاب ذكر من نزل مَكَّة بعد الْهِجْرَة من الصَّحَابَة فعد جمَاعَة مِنْهُم عبد الرَّحْمَن بن أَبْزَى عَن أَبِيه قال: «شهِدت مَعَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلمَ جَنَازَة فَلما تقدم ليُصَلِّي عَلَيْهِ الْتفت فَإِذا هُوَ بِامْرَأَة فَطُرِدَتْ ثمَّ صَلَّى عليها» انتهى.
وَرَوَى الطَّحَاوِيّ فِي شرح الْآثَار حديث أبي دَاوُد بِلَفْظِهِ ثمَّ قال وَبِهَذَا اخذ بَنو أُميَّة فَكَانُوا لَا يكبرُونَ فِي حَال الْخَفْض وَيُكَبِّرُونَ فِي حَال الرّفْع وَالْأَحَادِيث الثَّابِتَة على خلاف ذَلِك انه عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَامُ كَانَ يكبر فِي كل خفض وَرفع. انتهى.
وَرَوَى الطَّحَاوِيّ أيضًا عَن عبد الرَّحْمَن بن أَبْزي «انه صَلَّى مَعَ النَّبِي صلى الله عليه وسلمَ الْوتر فَقرأ فِي الرَّكْعَة الأولى {سبح اسْم رَبك الأعلى} وَفِي الثانية {قل يأيها الْكَافِرُونَ} وَفِي الثَّالِثَة {قل هُوَ الله أحد}»وَرِجَاله ثِقَات.
وَرَوَاهُ النَّسَائِيّ فِي الكنى أيضًا عَن شُعْبَة عَن الْحسن بن عمرَان سَمِعت سعيد بن عبد الرَّحْمَن بن أَبْزَى عَن أَبِيه «انه صَلَّى مَعَ النَّبِي صلى الله عليه وسلمَ فَكَانَ لَا يتم التَّكْبِير» انتهى.
وَقد أسْندهُ أَبُو بشر الدولابي من حديث أبي بن كَعْب فِي كتابه الَّذي جمعه من أَحَادِيث سُفْيَان فَقال ثَنَا عَمْرو بن علي وَبُنْدَار قالا ثَنَا يَحْيَى بن سعيد ثَنَا سُفْيَان الثَّوْريّ ثني سَلمَة بن كهيل عَن ذَر عَن سعيد بن عبد الرَّحْمَن بن أَبْزَى عَن أَبِيه عَن أبي بن كَعْب قال صَلَّى النَّبِي صلى الله عليه وسلمَ: «صَلَاة الْفجْر..». إِلَى آخِره ثمَّ قال لم يقل غَيره وَفِيه عَن أبي بن كَعْب انتهى.
1484- الحديث الثَّالِث:
عَن أبي ذَر «أَنه سَأَلَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلمَ كم أنزل الله من كتاب فَقال مائَة وَأَرْبَعَة كتب مِنْهَا على آدم عشر صحف وَعلى شِيث خَمْسُونَ وَعلى إبراهيم عشر صحايف وَعلى أَخْنُوخ وَهُوَ إِدْرِيس ثَلَاثُونَ صحيفَة والتوراة وَالْإِنْجِيل وَالزَّبُور وَالْفرْقَان».
قلت رَوَاهُ ابْن حبَان فِي صَحِيحه فِي النَّوْع الثَّالِث من الْقسم الأول من حديث أبي إِدْرِيس الْخَولَانِيّ عَن أبي ذَر قال: «دخلت الْمَسْجِد يوما فَإِذا رَسُول الله صلى الله عليه وسلمَ جَالس وَحده قال يَا أَبَا ذَر إِن لِلْمَسْجِدِ تَحِيَّة وَإِن تحيته رَكْعَتَانِ فَقُمْ فَارْكَعْهُمَا قال فَقُمْت فَرَكَعْتهمَا..». إِلَى أَن قال: «يَا رَسُول الله كم عدد الْأَنْبِيَاء قال مائَة ألف وَعشرونَ ألفا قلت يَا رَسُول الله كم الرُّسُل مِنْهَا قال ثَلَاثمِائَة وَثَلَاثَة عشر جما غفيرا قلت يَا رَسُول الله من كَانَ أَوَّلهمْ قال آدم قلت يَا رَسُول الله أَنَبِي مُرْسل قال نعم قلت يَا رَسُول الله كَمَا كتابا انزله الله قال مائَة وَأَرْبَعَة كنت على مُوسَى قبل التَّوْرَاة عشر صَحَائِف وَعلى إبراهيم عشر صَحَائِف وَانْزِلْ على شِيث خمسين وَأنزل على أَخْنُوخ ثَلَاثِينَ صحيفَة وَأنزل التَّوْرَاة وَالْإِنْجِيل وَالزَّبُور وَالْفرْقَان» مُخْتَصر وَقد تقدم بِتَمَامِهِ فِي سُورَة الْحَج.
وَكَذَلِكَ رَوَاهُ الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك فِي الْفَضَائِل من حديث عبيد بن عُمَيْر عَن أبي ذَر فذكره وَسكت عَنهُ وَكَذَلِكَ رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه وَالْبَيْهَقِيّ فِي أول شعب الإيمان وَأَبُو نعيم الْحافظ فِي الْحِلْية فِي تَرْجَمَة أبي ذَر كلهم بِلَفْظ ابْن حبَان سَوَاء.
وَكَأن الْوَهم من المُصَنّف فِي قوله على آدم عشر صحف.
وَكَذَلِكَ رَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره بِلَفْظ ابْن حبَان.
1485- الحديث الرَّابِع:
عَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلمَ أَنه قال: «من قرأ سُورَة الأعلى أعطَاهُ الله عشر حَسَنَات بِعَدَد كل حرف انزله الله على إبراهيم وموسى وَمُحَمّد».
وَكَانَ إِذا قرأهَا قال سُبْحَانَ رَبِّي الأعلى وَكَانَ علي وَابْن عَبَّاس يَقولانِ ذَلِك. وَكَانَ يُحِبهَا. وَقال أول من قال سُبْحَانَ رَبِّي الأعلى مِيكَائِيل.
قلت هَذِه أَرْبَعَة أَحَادِيث.
فَالْأول رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ فِي تَفْسِيره والواحدي فِي الْوَسِيط من حديث سَلام بن سليم الْمَدَائِنِي ثَنَا هَارُون بن كثير عَن زيد بن أسلم عَن أَبِيه عَن أبي أمامة عَن أبي بن كَعْب قال قال رَسُول الله صلى الله عليه وسلمَ... فذكره.
وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره بسنديه فِي آل عمرَان.
وَأما الثَّانِي فَرَوَاهُ أَبُو دَاوُد فِي سنَنه فِي الصَّلَاة من حديث سعيد بن جُبَير عَن ابْن عَبَّاس «أَن النَّبِي صلى الله عليه وسلمَ كَانَ إِذا قرأ سبح اسْم رَبك الأعلى قال سُبْحَانَ رَبِّي الأعلى» انتهى.
وَرَوَاهُ الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك وَقال صَحِيح الْإِسْنَاد وَلم يخرجَاهُ ذكره فِي الصَّلَاة.
وَأما الثَّالِث وَالرَّابِع فَقال الثَّعْلَبِيّ وَرَوَى علي بن أبي طَالب قال: «كَانَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلمَ يحب هَذِه السُّورَة سبح اسْم رَبك الأعلى وَأول من قال سُبْحَانَ رَبِّي الأعلى مِيكَائِيل» انتهى.
وَرَوَى الْبَزَّار فِي مُسْنده ثَنَا يُوسُف بن مُوسَى ثَنَا وَكِيع ثَنَا إِسْرَائِيل عَن ثُوَيْر بن أبي فَاخِتَة عَن أَبِيه عن علي ابْن أبي طَالب قال: «كَانَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلمَ يحب سُورَة سبح اسْم رَبك الأعلى» انتهى.
وَرَوَاهُ الواحدي فِي تَفْسِيره الْوَسِيط من طَرِيق احْمَد بن حَنْبَل ثَنَا وَكِيع بِهِ. اهـ.